الجمعة، 10 أبريل 2015

ملخص كتاب " تخصص المكتبات والمعلومات " تأليف د/سيد حسب الله & د/سعد محمد الهجرسى

  • المقدمة .. 

كانت اول دراسة أكاديميه لتخصص المكتبات والمعلومات على مستوى العالم فى 1887 م ، وقام ميلفل ديوى بإنشاء مدرسه للمكتبات فى جماعه كولومبيا بمدينه نيويورك .
ثم انشئ معهد الوثائق والمكتبات فى جامعهة القاهرة ، وبدأت الدراسه به عام 1950م .
 وفى السبعينيات والثمانينيات توالى ظهور الدراسات الأكاديمة فى مختلف أرجاء الوطن العربى ، فأنشأت جامعه الملك عبد العزيز بجدة اول قسم أكاديمى للمكتبات والمعلومات فى المملكة العربية السعودية ، فى عام 1973 م .
وتوالى إنشاء الدراسات الأكاديمية لتخصص المكتبات والمعلومات ليس فقط فى جامعات مصر والمملكة العربية السعودية ، بل فى مختلف جامعات الوطن العربى الكبير مشرقا ومغربا . 
بدأ الكتاب بالفصل الاول ، وهو عبارة عن تهيئه لذهن القارئ عن اهمية المكتبات والمعلومات عبر الحضارات الانسانية .

وكان الفصل الثانى عن هوية تخصص المكتبات والمعلومات وموقعه فى الخارطة الأكاديمية . وبدأ الفصل بتحديد المعايير التى تحقق بها هوية أى تخصص ، ثم تطبيق تلك المعايير ، حتى تتضح هويته للمتخصص وغير المتخصص . 

ثم يلى ذلك الفصل الثالث وكان عن العلوم والمقررات الخاصة بهذ التخصص ، مع الضوابط والمعايير لبناء تلك المقررات وتقديمها ، ثم دراسة مفصلة عنها . 

يلى ذلك الفصل الرابع وكان عن الإعداد الفنى لأوعية المعلومات وخدماتها بدءا من عمليات "الاختيار والاقتناء" ثم "التنظيم والتحليل" إلى "الاسترجاع والاستفادة " واختيار أوعية المعلومات لمقابلة إحتياجاتهم واهتماماتهم ، ومعايرر الاختيار فى كل نوع من انواع المكتبات .

فى الفصل الخامس تم تناول أربعه نماذج من اوعية المعلومات المرجعية العامة ، ثلاثه منها من التقسيم الوظيفى لهذا النوع من الأوعية هى : المعاجم أو القواميس ، دوائر المعارف ، والببليوجرافيات . والنوع الربع هو الاقراص المليزرة . 

وفى الفصل الأخر تناولنا مؤسسات التخصص فى ثلاثة انواع : المؤسسات الميدانية بنوعيها وتسمى بالمؤسسات الاستخدامية والنوع الثانى هو المؤسسات الأكاديمية وقد اخترنا مصر والسعودية لدراسة مؤسساتها الاكادمية فى تخصص المكتبات والمعلومات . والنوع الثالث هو المؤسسات المهنية وقد تناولنا بداخلها المؤسسات الدولية ، والمؤسسات الاقيليمة العربية الخاصه بالتخصص واخترنا من المؤسسات المهنية الوطنية ، أشهر تلك المؤسسات فى أمريكا والأردن ومصر .

إن هذا الكتاب المدخلى عن تخصص المكتبات والمعلومات ، كتب للقراء من أبناء التخصصات الأخرى ، وذلك للتعرف على هذا التخصص الفريد وأيا كان الأمر فإن هذا الكتاب موجه بصورة أساسية للجمهور الأوسع من القراء فى كل التخصصات الأخرى.


  • الفصل الاول .. 

أهمية المكتبات ومركز المعلومات عبر الحضارات الانسانية ..
عاش الانسان فترة من الدهر طويلة بدون المكتبات ، ومن السهل جدا أن نتصور ذلك العصر ، قبل ألاف طويله من السنين وإذا كانت الانسانية قد عاشت فى العصور البدائية جدا ، بدون التدوينات ، وبدون المكتبات ، فليس معنى ذلك انها عاشت بدون المعلومات . فالانسان ، وهو أذكى الكائنات على وجه الأرض  ، يستثمر القدرات التى ميزة الله بها ، كقدرات التحليل والمقارنه والاستنتاج ، فى تزويد نفسه بالمعلومات الضرورة لمعيشتة كأنسان . فالذاكرة الداخلية للشخص فى تلك العصور ، هو مكتبية ومركز معلوماته بلغه العصور الحديثة .

ومن الطبيعى أن الذاكره الداخية للفرد تزداد بزيادة عمره ، فمحتويات الذاكره الداخلية من الخبرات والمعلومات لفرد عمرة عشرون عاما ، اكبر من مثيلتها لفرد عمره عشرة اعوام فقط ، بفرض أن قدراتها الذاتية متساوية .
ومن هنا فإن الرصيد الكلى للمعلومات ، فى عصور الذاكره الداخلية ، كان متاحا لكل فرد فى المجتمع بمقدار ما يسمع ويفهم ، كما أن هذا الرصيد كان ينتقل من جيل لجيل ،ويزداد فى كل انتقال بمتوالية هندسية ذات أس كبير ، يتزايد بتزايد أفراد المجتمع وازدياد الاتصالات بينهم .
لم يقف الانسان عاجزا امام هذا التحدى ، بالنسبة لرصيد المعلومات  وحفظها ، وهى جوهر معيشته وحياته الأنسانية ، واهم شئ يميزه من الكائنات الأخرى حوله فلجأ إلى الوسائط المادية فى بيئته ، كالحجارة والطين ، وأجزاء النبات ، وعظام الحيوانات وجلودها ، يسجل علية بالصور والاشكال أول الأمر ، ثم بالحروف والكلمات فيما بعد ما يمثل الخبرات التى اكتسبها أو ورثها .

وقد كان من الطبيعى للانسان ، أن يحرص على اوعية الذاكرة الخارجة ، وأن يضعها فى مكان امين ، وان ينظمها فى الأماكن التى وضعت بها ، حتى يستطيع ان يستخدمها ويستفيد بها وقد تم ذلك منذ البديات ، حتى فى الأوعية قبل التقليديه .
والمكتبات- بمعناها الوظيفى - مؤسسات عريقة فى تاريخ الحارة الانسانية ، فهى تغطى ثلاثين او أربعن قرنا من المساحة الكلة لهذه الحضارة ، التى تبلغ ألاف السنين.

يمتد إلى بضعة ألاف من السنين ، منذ البدايات الاولى المبكرة ، حينما أخذ الانسان يسجل بالصور والاشكال ، خبراه ووقائع حياته ، على الحجارة وغيرها من الوسائط البدائية ، فى الماضى البعيد ، ومرورا بتطورات أخرى كثيرة ستأتى الاشارة إليها فيما بعد من فصول هذا الكتاب ، حتى نصل إلى العقود الأخيرة من القرن العشرين ، التى يتم التسجيل فيها بأشعة "الليزر" على أقراص مستديرة شبيهة فى شكلها وحجمها بالاسطوانة المألوفة ، وتسع الواحد منها ، بهذا الحجم المحدود ، لبعض مئات من الكتب. 
بل ان هناك من المكتبات فى الوقت الحاضر ، ما يضيف إلى كل ذلك "المواد الغير تقليدية" ومنها التسجيلات الصوتية أو أشرطة أو أقراص ، أو اسطوانات ، منفردة أو فى البومات ومنها أيا التسجيلات المرئية الثابتة و المتحركة ، كالشرائح ، والأفلام الروائية ، والأفلام العلمية . ومنها كذلك التسجيلات الإلكترونية التى تختزن محتوياتها وتسترجع وتقرأ محتوياتها بواسطة الحاسوب .

وفى الحضارة العربية الاسلامية ، كانوا يطلون على ذلك المكان الذى يتجمع فيه مواد المعرفة أو اوعية المعلومات فى زمانهم ، وهى المخطوطات ، كانوا يطلقون علية تسميتين ذهبتا ادراج الرياح كما ذهب المسمى ، وهما "بيت الحكمة" و "دار العلم" وقد بقيت هاتان التسميتان فترة قصيرة ، أيام العباسيين فى بغداد والفاطميين فى القاهرة . ثم ورثتها تسمية جديدة وهى "خزانة الكتب" أو"الخزانة" وماتزال التسمية الأخيرة مستعملة حتى الان فى أكثر البلاد العربية بشمال أفرييا اما البلاد العربية فى المشرق فد استخدمت تسمية اخرى هى "دار الكتب" عربية الجزئيين أو بنصف عربى ونصف تركى وهى "الكتبخانة" عام 1869 .

ونتيجة لهذا التعدد والتنوع للمكتبات فى البلاد المتقدمة ، نجد ان الفرد الواحد يتمتع بخدمة عدة انواع من المكتبات على امتداد حياته أولها مكتبة الطفل والشباب قرب مسكنة ، والمكتبة المدرسية والمكتبة الجامعية فإذا تخرج ودخل فى الركب العام للحياة والعمل فأمامه المكتبات العامة والمكتبات المتخصصة ، حيث يعيش وحيث يعمل .

وبذلك فالمكتبات أداة مهمة من أدوات الحفاظ على تراث الانسانية وعلى تطور الحضارة ، وهى الذاكرة الخارجية للانسان التى يختزن فيها خبراته وتجاربه ، فيتلاقها الجيل التالى ، فيزيد فيها ، ويسلمها للجيل الذى بعده فيزيد ويعدل ، ثم يسلمها للجيل التالى ... وهكذا تزداد المعرفة وتكتسب المهارات ، ويسهم كل جيل فى حضارته ، بل ويستفيد كل جيل من خبرات من سبقوه ، فيبدأ من حيث انتهوا . وعن طريق تواصل الاجيال تتواصل الحضارات ، وما ذلك الا بفضل المكتبات عبر الحضارات الانسانية منذ فجر التاريخ إلى وقتنا الحاضر .


الفصل الثانى .. 

تخصص المكتبات والمعلومات بين التخصصات الأكاديمية ..
الجانب الجسمى فى الانسان ، وعلم النفس زوايته : الجانب غير الجسمى فى الأنسان ، وهكذا الأمر فى كل التخصصات . وهذا يقودنا إلى حقيقة واضحه هى تشابك الموضوعات وتداخلها ، الذى قد يؤدى فى النهاية إلى تشابك الهويات وتداخلها ، ومن ثم افتقاد التمييز المنشود بين التخصصات والعلوم . وسنحاول عند الحديث عن هذا المحور فى تخصص المكتبات والمعلومات ، أن نبين بوضوح حدود هذا التخصص ، ودرجة تشابكه وتداخله مع التخصصات الأخرى .

"المعمار" مثلا أو "الهندسة المعمارية" موجودة كموضوع منذ خلق الله هذا الكون . وقد احتاج الانسان منذ وجوده الأول إلى المأوى الذى يقيه قارس البرودة وقائظ الحرارة ، فلجأ إلى الكهوف والمغارات زمنا طويلا ،ثم ابتنى الأكواخ فى اشكالها البدائية منذ ألاف السنين . ولم تزال الأجيال المتعاقبة ترتقى بالأكواخ التى تبنها فى مسيرة طويلة من الحاولات والاخطاء على حين يستبقى البناءون فى أذهانهم إلها ويورثونها لمن خلفهم من الأحفاد والاتباع .

فكر التخصص :
وقد نطلق عليه "علم التخصص" ولكى يكون هناك علم لابد ان كون هناك "مووع " لهذا العلم ، لانه لا وجود لعم بغير "موضوع" فنحن غالبا ما نستخدم كلمة "العلم" بديلا لكلمة"التخصص" فنقول "علم الفلك" .
ومن هنا فإن لكلمة"علم " استخدمين احدهما بديل لكلمة فكر أى للمحور الثانى وحده ، والاخر للمحاور الثلاثه معا .

موضوع التخصص هو الذى يشكل فكره وقاياه ومسائلة ، تماما كما يشكل مؤسساته كما سيتضح بعد قليل . وفكر أى تخصص وقضاياه ومسائله تتكون من خلال الممارسات والأعمال والمناشط التى تقوم بها مؤسساته ، فى المؤتمرات ، والمجلات ، والتأليف،والمعايير،والأدوات ، والاخلاقيات ، وبذلك تتكون وتتضح شخصية التخصص .

مؤسسات التخصص ..
لاشك ان الوجود المستمر لفكر التخصص يتطلب وجود المحور الثالث ، وهو "المؤسسات" الأكاديمية ، والمهنية، والميدانية، والمؤسسات الأكاديمية التى قد تكون فى صيغة برنامج أو قسم أكاديمى أو معهد او كلية ، هى التى توفر للمحور الثانى "الفكر" أجيالا متواصلة ، تحمل هذا الفكر المنظم المتكامل وتتقدم مع إلى افاق جديدة ، فيبقى ناميأ حيا متجددا . 

وأذا اردنا أن نوضح المؤسسات "الميدانية،والمهنية، والاكاديمية" فى تخصص العلب مثلا ، فأننا نرى ان المستشفى يمثل النوع الاول ، ونقابة الطباء او الجمعيات العلمية تمثل النوع الثانى وكلية الطب تمثل النوع الثالث وفى تخصص التربية نرى ان المدارس تمثل النوع الاول ، ونقابة المعلمين او الجمعيات العلمية فى التربية وفروعها تمثل النوع الثانى ، اما النوع الثالث فتمثله كليات التربية المنتشرة داخل الجامعات واذا أردنا ان نوضح انواع تلك المؤسسات فى تخصصنا ، فسنرى ان المكتبات بانوعها المختلفة من عامة ومدرسية ، وجامعية ، ومتخصصة ، وعلى رأسها المكتبة الوطنية تمثل المؤسسات الميدانية وجمعيات المكتبات والمعلومات تمثل المؤسسات المهنية اما المؤسسات الاكاديمية فتتمثل فى أقسام المكتبات والمعلومات ومدارسها المنتشرة داخل الجامعات وتلك المؤسسات التى تختص بالمكتبات والمعلومات كمتخصص لها حديث مطول فى فصول الكتاب التالية .

تسمية التخصص ..
لعل خير ما يميز العلوم والتخصصات بعضها من بعض هو موضوعاتها ، كما ان التسمية الدقيقة لأى علم او تخصص ، هى تلك الكلمة أو التعبيرة التى ترتبط بموضوعه ارتباطا تطابقيا محددا . وقد ياتى هذا الارتباط بأخذ الكلمة نفسها التى تدل على الموضوع ، فتأخذ مكانها فى تسمية التخصص او العلم ،فنقول مثلا "علم الفلك" او "علم الفيزياء" أو "علم الاجتماع" وقد يأتى هذا الارتباط بأخذ الكلمة التى تدل على هدف التخصص وغايته ، فتوضع فى تسميته ، كما نقول : "تخصص الطب " او "تخصص التربية " .... 

نظريات التخصص ..
يحدث فى كثير من التخصصات ، فى نطاق الربط بين المحور الأول "الموضوع " والمحور الثانى"الفكر" على ايدى الشخصيات القيادية ، أن يضع بعضهم تصورا معينا بعد كثير من الملاحظات والفروض المرحلية ، بحيث لا يستطيع فقط بهذا التصور أن يحدد القضايا و المسائل الداخلة فى التخصص ، ولكنه يتخذ هذا التصور أيضا للتفسير أو التنبؤ كذلك . ويصبح ذلك التصور الاطارى بالنسبة لأصحاب التخصص مرجعا أو مظلة أأساسية ، ينطلقون منها ويعودون إليها وهو يبحثون تلك القضايا وهذة المسائل .

التكنولوجيا والمعلومات الوعائية ...
كان اهتداء الانسان إلى تسجيل خبرته على وسيط مادى خارجى منذ بضعة ألاف من السنين- كان هذا الاهتداء فى حد ذاته نمطا بسيطا من "التكنولوجيا" البدائية الساذجة . ولم يتوقف الانسان منذ تلك البداية البعيدة فى اعماق التاريخ ، عن تطوير هذة "التكنولوجيات الوعائية" إذا جاز هذا التعبير ، فى المرحلة قبل التقليدية وفى المرحلة التقليدية وفى المرحلة غير التقلدة التى نعيشها الأن ولا ترتبط هذة الأوعية بعد انتاجها .

وأيا كان الأمر فى تسمية تلك المؤسسات الاستخدامية فالمفروض ان كل منها جمهورها وروادها بحاجاتهم القرائية والبحثية ، وانها تحرق فى الاوعية التى تختارها وتقتنيها على ما يستجيب لحاجات أولئك الرواد ، وأنها تتولى التنظيم الفنى "البث الاقتنائى " لتلك الاوعية ، وأنها من خلال ذلك الضبط تبادر بتقدم الخدمة النهائية لروادها وجماهيرها ، فتسترجع لهم الأوعية او المعلومات التى يطلبونها . وهى تدبر وتدير الاماكنيات المادية والبشرية التى تقوم عليها وظائف الاقتناء والتنظيم والخدمة ، بكل جديد مفيد فى تكنولوجيات المبانى والأثاث والأجهزة والأدوات والأوعية . أذا أضيف إلى ذلك ما تم تناولة فى الجانب التطبيقى لتخصص المكتبات والمعلومات من موضوع التخصص ،وفكره ، وتسمياته - لاتضح ماتم تأصيله وما سمى بنظرية الذاكرة الخارجية .